الميلان بين واقعية الإدارة وشغف المحبين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أعزائي رواد ومشرفي كوررة إيطالية الكرام



في البداية سأقسم موضوعي نظرة واقعية حول نادي الميلان



على عدة نقاط تبدأ من فوز الميلان بلقب دوري الأبطال عام 2007 والمرحلة التي أتت بعدها إلى مرحلة ليوناردو



إلى تقيم على طريقة تسيير بيرلسكوني للميلان إلى البحث عن الحلول وكيفية تخطي الصعوبات







مواجهة العاصفة





في عام 2007 وخصوصا بعد ما لحق بالميلان من اثار نتيجة الكاليشيو بولي استطاع الميلان ان يخرج من هذه ألازمة



وحقق أغلى الألقاب التي يمكن ان يحققها النادي بسبب أهمية مسابقة دوري الأبطال



وبعد عام 2007 عصفت ألازمة الاقتصادية العالمية التي وصلت نتائجها ولامست كل مؤسسة اقتصادية وبعالم الاحتراف تعتبر



الأندية ولاسيما أندية بحجم الميلان مؤسسات اقتصادية لابد أن تتأثر بما يحصل بمتغيرات بالعالم



حاولت إدارة النادي التغلب على الصعوبات التي واجهة الفريق وقامت بعدة خطوات منها بيع نجم الفريق كاكا وهذا الخطوة



لم تعجب محبي الروسونيري ولاسيما أن إدارة الفريق لم تصرف هذه الأموال بالميركاتو كما كان متوقع وقامت الإدارة بعدة خطوات



حاولت فيها البحث عن إيرادات للنادي ومنها التعاقد المجاني مع بيكهام ولاسيما إن بيكهام لم يكلف النادي ولا قرش حتى راتبه كان



يتقاضاه من ناديه كلاغسي وقدوم بيكهام جلب الكثير للنادي من حيث العقود الإعلانية وبيع القمصان



وعملت الكثير من المباريات والجولات حتى أثناء الموسم وكانت هذه المباريات ذات طابع ودي بغاية جلب الأموال للنادي



وبعدها حصلت التغييرات في النادي ومنها استقالة الرائع انشلوتي وقدوم ابن النادي ليوناردو






ليوناردو والسنة الضائعة







كما تعودنا على إدارة النادي دوما تعتمد على أبناء النادي ونجاح تجربة ساكي وكابييلو جعلت الإدارة تقدم على أسوء وأكثر



خطوة خطأ في تاريخ النادي وهو تعيين البرازيلي ليوناردو على رأس الاداراة الفنية للفريق



تم تعيين ليوناردو وهو لا يملك أي رخصة للتدريب في السير يا أ ولكن قانون لا نجد له أي مبرر وهو حصول لاعب على كأس العالم



جعلت ليوناردو على رأس الإدارة الفنية ولا أجد أي ترابط بحصول لاعب على كأس العالم لكي يسمح له بالتدريب في السيريا أ ولو أخذنا الموضوع



على انه تكريم للاعب فليوناردو هو برازيلي وليس إيطالي ..!!!!!



مرحلة ليوناردو كانت عبارة عن سنة كاملة من الثبات في المكان حيث أن ليوناردو أطلق الكثير من الوعود التي لم ينفذ منها ولا وعد



قال انه سيغير من دور بيرلو التكتيكي وسيجعله من صانع ألعاب أمام المدافعين إلى صانع ألعاب خلف المهاجمين وهذا لم يحصل أبدا



وعد بأنه سيعتمد على شبان النادي ولم يعطي إي فرصة مهمة لأي لاعب كي يثبت نجوميته فمثلا زيغوني اختار له وقت غير مناسب وأشركه



بمباراة كان الميلان متأخر بالنتيجة وكانت هذه المباراة تحدد إلى مدى كبير معالم بطل الاسكودتيو



واللاعب الشاب يحتاج إلى ظروف أفضل لكي يتأقلم مع الفريق الأول ومنها أن يدخل إلى مباريات يكون فيها الفريق



مرتاح بالنتيجة وبعيد عن الضغوط وفي المباريات التي كان الميلان متقدم فيها وبعيد عن الضغوط لم يعطي ليوناردو الفرصة للشبان



كما أن ليوناردو اخطأ في الكثير من المباريات الهامة كانت لها نتائج ضارة على الفريق و كارثية فكان ليوناردو عندما يريد زيادة



الضغط الهجومي يشرك المهاجمين لحد أربع مهاجمين ويفرغ خط الوسط متناسيا أن المهاجم لابد من خط وسط يمده بالكرات



مما يسهل على المدافعين محاصرة المهاجمين بمنطقة الستة عشر ويمنع عنهم خطر اللاعبين القادمين من الخلف



ربما البعض ينظر إلى مرحلة ليوناردو بأنها جيدة بالنظر إلى نتائج الفريق حيث انه حقق أكثر من المتوقع ولكني أجد إن منافسينا



ولاسيما الانتر أضاع الكثير من النقاط بسبب انشغال لاعبيه ومدربه بدوري الأبطال وكون اليوفي مر عليه موسم للنسيان ولو كان مدربنا السابق



انشلوتي بنفس الظروف التي أضاع فيها الانتر النقاط لكانت الأمور تغيرت كثير في موضوع حسب لقب الاسكوديتو



طبعا تحدثت عن مرحلة ليوناردو كونها جزء من مسيرة النادي فرضت الظروف الصعبة على إدارة الفريق





بيرلسكوني المشجع المحب











ربما البعض يتعجب من إطلاق عبارة بيرلسكوني المحب للنادي .... نعم بيرلسكوني هو المحب الكبير للنادي وفترة رئاسته للنادي



لو أجرينا عليها استطلاع من حيث الألقاب التي حققها الفريق ومن حيث الأموال التي صرفها بيرلسكوني بحكمة من جيبه الخاص



سنجد إن بيرلسكوني هو المشجع المحب الذي تحول من الرئيس المحب للنادي والذي يصرف على النادي من جيبه الخاص إلى الرئيس



المحب الذي يريد أن يكون النادي عبارة عن مؤسسة اقتصادية ناجحة تؤمن مستلزمات نجاحها من تلقاء ذاتها وهذا أصلح للنادي في السنوات القادمة



كون الأندية تحولت إلى مؤسسات اقتصادية تدار كما تدار المؤسسات الاقتصادية وكثير من الأندية العريقة فقدت بريقها بسبب سوء الإدارة الاقتصادية



للنادي فمثلا بإيطاليا هناك بارما و لاتسيو اللذان كانوا يوما من الأيام مقصد لكل نجوم العالم .... ويوجد الكثير من الأمثلة حول العالم



وربما البعض تغريه تجارب تشيلسي وحاليا مانشستر سيتي ولكن التساؤل ماذا لو تخلت إدارات هذه الأندية عن الصرف بسبب ظروف خارجة عن أدارتها



هل سيبقى النادي عما هو عليه ... إذاً الأندية التي تخطط بشكل صحيح هي الاندية التي يجب ان تدار كمؤسسة اقتصادية تحقق الاكتفاء الذاتي



وتبتعد عن الجيوب الخاصة








بيرلسكوني الرئيس الرياضي والرئيس السياسي





هناك المبررات التي تجعل بيرلسكوني محرج كثيرا في الصرف على النادي فبلرلسكوني هو رئيس وزراء ايطاليا ولا يمكننا أن نتصور انه



يفضل رئاسة الميلان على رئاسة وزراء ايطاليا والكل يعرف أن بيرلسكوني هو رجل سياسة اشترى الميلان بسبب حصوله على الأموال من جراء



ممارسته للعمل السياسي وبالتالي من الطبيعي أن لا يتخلى عن عمله السياسي من اجل أن يصرف كما يشاء على الميلان ....



كما هو متعارف عليه الحكومة الإيطالية تواجه أزمة اقتصادية تعصف بالبلاد فكيف سيكون موقف رئيس هذه الحكومة أمام مناصريه في السياسة



وبلاده تعاني من أزمة اقتصادية ورئيس الحكومة يصرف الأموال على جلب نجوم سوبر ستار إلى النادي الذي يتولى رئاسته



حتى أن بيرلسكوني خرج عن صمته وقال لمنتقديه من محبي الروسونيري حيث قال ((( لا يمكنني دفع الأموال على النادي وأنا رئيس وزراء ايطاليا ))))





نحو بداية ثورة التغيير











بعد الصعوبات التي ذكرتها كان لابد من البحث عن الحلول التي تحقق التوازن بين عدم الصرف الكبير وبين الرغبة في إعادة النادي إلى المسار الصحيح



وكانت اول الخطوات الناجحة هو التعاقد مع أليغري الذي هو خير الرجال لهذه المرحلة كونه يمتلك التجربة في الدوري الإيطالي



ويجيد التعامل مع اللاعبين الشبان الذين هم وحسب مخططات النادي سيكونون العماد الأول للفريق



ومن الخطوات الناجحة هو بيع ستوراري بمبلغ أربع ملايين ونص واستقدام اميليا مجانا الذي يمتلك مستوى جيد ولا يقل عن ستوراري



ومن ثم التعاقد من يبيس مجانا .... صحيح إن اللاعب متقدم بالعمر ولكنه يمتلك التجربة الكبيرة والقوة البد نية وهو بالنهاية سيكون احتياطي إما لنيستا



أو لتياغو سيلفا ... وبالتالي أصبح الميلان نملك خمس لاعبين في مركز قلب الدفاع ... نيستا - تياغو سيلفا - بونيرا - يبيس _ كلادزه



وبما ان الميركاتو لن ينتهي بعد علينا الانتظار إلى نهاية الميركاتو لكي نحكم انه تم سد حاجات الفريق ام لا وسيما حاجة الفريق الأساسية إلى صانع ألعاب



خلف المهاجمين وهذا ما أشار إليه صراحة المدرب أليغري ... وربما سيكون الاستقدام الأكثر صرفا من أموال النادي بهذا المركز



وبعد ما ذكرته من أسباب ومسببات لما يدور حول الميلان ...فأتمنى على محبي الميلان الصبر حتى تنتهي الظروف التي أشرت إليها



ونقطف الثمار ويعود الميلان إلى مكانه الطبيعي وهو منصات التتويج



حيث كان الميلان وسيبقى النادي الأكثر تتويجا بالعالم



اتمنى ان اكون قد وفقت بالطرح





إهداء الى كل محب وعاشق للروسونيري

حرر بتاريخ 6 - 8 - 2010